API

في عصر التكنولوجيا الحديث، حيث يمتاز العالم الرقمي بالترابط الشديد، تلعب واجهة برمجة التطبيقات(Application Programming Interface – API) دورًا محوريًا في تسهيل التواصل بين التطبيقات والخدمات. ببساطة، يمكن تعريف هذه التقنية على أنها مجموعة من القواعد والتعريفات التي تسمح لتطبيقات مختلفة بالتفاعل مع بعضها البعض. على سبيل المثال، عند استخدام تطبيق على هاتفك المحمول، يقوم التطبيق بالاتصال بالإنترنت لإرسال البيانات إلى خادم، الذي يقوم بدوره بمعالجة هذه البيانات وإعادتها إلى التطبيق لعرضها لك. كل ما يحدث في الخلفية، من إرسال واستقبال البيانات ومعالجتها، يتم عبر واجهة برمجة التطبيقات.

كيف تعمل واجهات برمجة التطبيقات:

لتوضيح كيفية عمل واجهات برمجة التطبيقات، يمكننا استخدام مثال بسيط يتعلق بالمطاعم. تخيل نفسك جالسًا على طاولة، تنظر إلى قائمة الطعام. المطبخ يمثل جزءًا من النظام الذي سيُعد طلبك. أنت بحاجة إلى وسيلة لنقل طلبك إلى المطبخ وجلب الطعام إليك. هنا يأتي دور النادل، الذي يُمثل تماما دور واجهة برمجة التطبيقات (API)، حيث يأخذ النادل الطلب(Request)، ويقوم بإبلاغ المطبخ ، الذي يحاكي النظام (System) بما يجب طهيه. ثم يعود إليك بالطعام التي تمثل الاستجابة(Response)، من المطبخ.

مثال على واجهة برمجة التطبيقات:

يتم استخدام هذه التقنية على نطاق واسع في الكثير من التطبيقات التي تتصل فيها بينها لتبادل المعلومات، وتقديم خدمة نهائية للمستخدم، فعلى سبيل المثال عند البحث عن رحلات طيران على موقع حجز إلكتروني، يمكنك تحديد مدينة المغادرة والوصول وتاريخ السفر. السؤال هنا كيف يحصل هذا الموقع على هذه المعلومات؟ يتم ذلك فعليا من خلال واجهات برمجة التطبيقات الخاصة بشركات الطيران(Airlines APIs). حيث تقدم كل شركة واجهة يمكن من خلالها مخاطبتها ومعرفة جداول رحلاتها ومواعيدها، وعندما تُحدد معايير البحث، يتواصل الموقع مع هذه الـ APIs لاسترداد معلومات الرحلات المتاحة التي تتوافق مع طلبك.

API

أنواع واجهات برمجة التطبيقات:

تُصنّف واجهات برمجة التطبيقات حسب نطاقها وهدفها إلى عدة أنواع رئيسية، ومنها:

  • واجهات برمجة التطبيقات العامة(Open/Public APIs): متاحة للجميع بدون قيود، مثل واجهة برمجة التطبيقات لخدمة خرائط جوجل.
  • واجهات برمجة التطبيقات الخاصة(Private/Internal APIs): للاستخدام الداخلي داخل مؤسسة، مثل واجهة برمجة التطبيقات لنظام إدارة الموارد البشرية.
  • واجهات برمجة التطبيقات الشريكة(Partner APIs): تُستخدم لتبادل البيانات بين شركاء أعمال محددين، مثل واجهة برمجة التطبيقات لدفع الفواتير بين متجر إلكتروني وشركة دفع.
  • واجهات برمجة التطبيقات المركبة(Composite APIs): تجمع طلبات من واجهات متعددة، ثم تقوم بترتيبها وتبويبها، مما يحسن الكفاءة والأداء لهذه الخدمات.

بروتوكولات API:

تستخدم واجهات برمجة التطبيقات بروتوكولات محددة لتنظيم التواصل، وأشهر هذه البروتوكولات:

  • (Representational State Transfer-REST): بروتوكول بسيط ومرن، يعتمد على HTTP ويستخدم JSON أو    XML لنقل البيانات.
  • (Simple Object Access Protocol-SOAP): هو بروتوكول أكثر تعقيدا، لكنه يوفر ميزات أمان وموثوقية عالية، يعتمد على XMLلنقل البيانات.
  • (GraphQL):  هو بروتوكول يسمح للعميل بتحديد البيانات التي يحتاجها بدقة، مما يقلل من حجم البيانات المنقولة.

API

هيكلة الطلبات والاستجابات :

كما ذكرنا سابقا فإن تقنية واجهة برمجة التطبيقات تتكون بشكل أساسي من طلبات(Requests)، واستجابات(Response)، حيث تتبع كلا منها هيكلية خاصة بها لتتم عملية الاتصال وتبادل البيانات بشكل واضح ومنظم.

تتكون بنية الطلبات لواجهة برمجة التطبيقات من العناصر الأساسية التالية:

  • عنوان(URL): يُحدد المورد المطلوب من واجهة برمجة التطبيقات.
  • العنوانات(Headers): تحتوي على معلومات إضافية، مثل نوع المصادقة المطلوبة.
  • الجسم(Body): يمثل البيانات التي يتم إرسالها إلى الخادم لمعالجتها.

أما بالنسبة لاستجابات واجهة برمجة التطبيقات، فهي تتكون من:

  • رمز الحالة(Status Code): يُظهر نتيجة الطلب المقدم، مثل 200 لنجاح الطلب أو 404 للدلالة على عدم العثور على المورد.
  • الجسم(Body): يحتوي على البيانات التي يرسلها الخادم كرد على الطلب، والتي قد تتضمن معلومات أو نتائج معالجة البيانات.

المصادقة والأمان:

تعتبر آليات المصادقة جزءًا أساسيًا من تأمين واجهات برمجة التطبيقات(APIs)، حيث تضمن أن يتمكن المستخدمون المصرح لهم فقط من الوصول إلى البيانات الحساسة. وفيما يلي بعض الآليات الشائعة:

1. المفاتيح (API Keys):

مفاتيح API هي سلاسل فريدة تُستخدم لتعريف العميل الذي يحاول الوصول إلى واجهة برمجة التطبيقات. تساعد هذه المفاتيح في:

  • تحديد الهوية: تعرف الخادم على المستخدم أو التطبيق.
  • تأمين الوصول: تمنع الوصول غير المصرح به.
2. بروتوكول المصادقة المفتوحة(OAuth):

يتيح بروتوكول(OAuth) للتطبيقات الوصول إلى بيانات المستخدم دون الحاجة إلى كشف كلمة المرور. تتم العملية كالتالي:

  • تسجيل الدخول: يقوم المستخدم بتسجيل الدخول إلى تطبيق موثوق.
  • إصدار رمز وصول: يحصل التطبيق على رمز يسمح له بالتفاعل مع API بالنيابة عن المستخدم.

3. معيار(JWT):

معيار(JSON Web Token/JWT) هو معيار لنقل المعلومات بشكل آمن، يتكون من ثلاثة أجزاء رئيسية:

  • الرأس(Header): يحدد نوع التوكن وخوارزمية التشفير.
  • الحمولة(Payload): تحمل البيانات الفعلية.
  • التوقيع(Signature): يتحقق من صحة المعلومات ويمنع التلاعب بها.

اقرأ أيضا:ITIL، المفاهيم والممارسات.

لماذا تُستخدم واجهات برمجة التطبيقات:

تُستخدم واجهات برمجة التطبيقات لأغراض متعددة، يمكن تلخيصها في التالي:

  • التكامل(Integration): ربط تطبيقات مختلفة.
  • الابتكار(Innovation): بناء خدمات جديدة بسهولة.
  • التوسع(Expansion): الوصول إلى أسواق جديدة.
  • التخصيص(Customization): تعديل وظائف التطبيقات.
  • الأتمتة(Automation): أتمتة المهام.

الخاتمة

تُعتبر واجهات برمجة التطبيقات أدوات أساسية في عالم تطوير البرمجيات الحديث. فهي تُسهّل التواصل بين التطبيقات وتُمكّن المطورين من بناء حلول متكاملة وفعّالة. ومع تزايد اعتمادنا على التكنولوجيا، تزداد أهمية APIs في تشكيل مستقبل العالم الرقمي، لذلك فإن فهمها وإتقان استخدامها يعتبر مهارة لا يمكن اهمالها لكل المبرمجين ومطوري الأنظمة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *