مهارات

في عالم تكنولوجيا المعلومات المتسارع، أصبحت مهارات مختصي تقنية المعلومات (IT Skills) عنصرًا حاسمًا لنجاح أي مؤسسة. فالتطورات المتلاحقة والتغيرات الجذرية في هذا القطاع تفرض على المختصين ضرورة التطوير المستمر لمهاراتهم من نواح متعددة لمواكبة آخر المستجدات. وفي هذا السياق، سنستعرض أبرز المهارات والسلوكيات التي ينبغي على محترفي تقنية المعلومات اعتمادها لصقل مهاراتهم وتعزيز قدراتهم التنافسية.

اقرأ أيضا: 6 اتجاهات تقنية لعام 2024

 سلوكيات أساسية لتطوير الذات:

  1. تبني منظور إبداعي(Creative Thinking): يتعين على هؤلاء المختصين تبني منظور مغاير تجاه ممارساتهم اليومية في العمل. فبدلاً من الاكتفاء بالأداء الروتيني للمهام الموكلة إليهم، عليهم التفكير بشكل إبداعي وطرح أفكار جديدة قد تساهم في تحسين العمليات وزيادة الكفاءة، كما ينبغي عليهم مشاركة هذه الأفكار مع زملائهم وإدارتهم، والسعي لتنفيذها بطريقة احترافية. في المقابل يجب على الشركات والمؤسسات أن تحرص على تقدير هذه المبادرات وتشجيعها لتنمية مواردها البشرية التي تمثل رأس مالها الحقيقي.
  2. المرونة الوظيفية(Job Flexibility): يجب على مختصي تقنية المعلومات التخلي عن الجمود الوظيفي والاستعداد للتنقل بين مختلف الأقسام في الشركة. فالعمل في بيئات متنوعة يتيح لهم اكتساب مهارات جديدة والإلمام بجوانب مختلفة من العمليات التشغيلية. هذا التنوع في الخبرات يزيد من قدرتهم على التكيف مع المتغيرات ويعزز مرونتهم في مواجهة التحديات المستقبلية. علاوة على ذلك، فإن تبادل المعارف والخبرات بين الموظفين من شأنه أن يخلق بيئة عمل خصبة للإبداع والتطوير المستمر.
  3. تقبل التغيير(Embrace Change): يجب عليهم أيضا أن يدركوا أن التغيير هو سمة العصر الرقمي الذي نعيش فيه. لذا، يتعين عليهم تغيير طريقة تفكيرهم باستمرار حتى تتماشى مع المتغيرات المتسارعة في هذا المجال. فما يُعتبر ناجحاً اليوم قد لا يكون كذلك في الغد، مما يستدعي البحث المستمر عن أساليب وحلول جديدة ومبتكرة. كما أن الاستثمار في تنمية المهارات يجب أن يكون أولوية قصوى للشركات الراغبة في الاستمرار والازدهار.
  4. البرامج التدريبية المهنية(Professional Training Programs): يحتاج هؤلاء المختصين إلى برامج تدريبية مهنية مصممة بعناية لتزويدهم بالمهارات اللازمة لمواكبة سوق العمل المتغير. يمكن لهذه البرامج أن تتيح للموظفين الجدد فرصة تجربة أدوار مختلفة عبر الشركة، مما يساعدهم على اكتشاف ميولهم ومجالات اهتمامهم بشكل أفضل. كما ينبغي أن تركز هذه البرامج على تعزيز المرونة في العمل، بحيث يمكن للموظفين تغيير أدوارهم بسلاسة تبعاً للمتطلبات المتجددة.
  5. تشجيع المواهب الشابة(Empowering Young Talents): لا بد من تشجيع الموظفين الأصغر سناً على متابعة الاتجاهات الحديثة في مجال تقنية المعلومات، وتجريب الأدوات والتقنيات الجديدة. فهؤلاء الشباب هم رواد المستقبل، ولديهم الحماسة والطاقة اللازمة لاستيعاب التطورات بسرعة وتطبيقها بفعالية. لذا، يجب منحهم الفرصة للإبداع والابتكار، وتشجيعهم على مشاركة أفكارهم الطموحة مع زملائهم الأكبر سناً.
  6. المرونة الوظيفية(Job Flexibility): من الضروري أن يتحلى مختصو تقنية المعلومات بروح المرونة والقدرة على التكيف مع التغييرات المستمرة في هذا المجال. فالتقنيات تتطور بشكل متسارع، والأدوات الجديدة تظهر باستمرار، لذا يجب عليهم الاستعداد لتعلم مهارات جديدة وتبني ممارسات حديثة بانتظام. كما ينبغي أن يكونوا على استعداد للخروج من منطقة الراحة وتجربة طرق عمل مختلفة حتى لو كانت مجهولة بالنسبة لهم.

مهارات

مهارات أساسية لمواكبة التطورات:

  1. التعلم المستمر(Continuous Learning): لا بد من تشجيع ثقافة التعلم المستمر داخل المؤسسات التقنية. يمكن للإدارة تنظيم دورات تدريبية وورش عمل دورية لتزويد الموظفين بأحدث المعلومات والمهارات في مجالات مثل أمن المعلومات (Cybersecurity)، وإنترنت الأشياء (Internet of Things – IoT)، وتحليلات البيانات الضخمة (Big Data Analytics). كما ينبغي تخصيص وقت للموظفين للمشاركة في المؤتمرات والندوات ذات الصلة لمواكبة آخر التطورات في صناعة تكنولوجيا المعلومات.
  2. التواصل والعمل الجماعي(Communication and Teamwork): يجب على مختصي تقنية المعلومات تطوير مهارات التواصل والعمل الجماعي الفعال. فغالباً ما يتعين عليهم العمل في فرق متعددة التخصصات، والتعامل مع أشخاص من خلفيات مختلفة. لذا، من المهم أن يكونوا قادرين على شرح المفاهيم التقنية المعقدة بطريقة مبسطة وواضحة، والاستماع بعناية لاحتياجات زملائهم وعملائهم. كما يجب عليهم تطوير قدرات القيادة والتحفيز لتعزيز التعاون وتحقيق الأهداف المشتركة.
  3. أمن المعلومات(Information Security): في ظل تزايد التهديدات الأمنية الرقمية، أصبح من الضروري أن يمتلك مختصو تقنية المعلومات معرفة عميقة بقضايا أمن المعلومات والحماية من الاختراقات. عليهم تعلم كيفية تطوير تطبيقات آمنة، وإدارة المخاطر الأمنية، والتعامل مع حالات الاختراق بفعالية. كما ينبغي أن يكونوا على دراية بأحدث اللوائح والمعايير المتعلقة بأمن البيانات والخصوصية الرقمية.
  4. الأخلاقيات المهنية(Professional Ethics): لا بد من أن يراعي مختصو تقنية المعلومات الجوانب الأخلاقية والقانونية المرتبطة بعملهم. فهم يتعاملون مع كميات هائلة من البيانات الحساسة، ويطورون تقنيات قد تؤثر على حياة الناس. لذا، يجب أن يلتزموا بمعايير أخلاقية عالية وأن يراعوا الآثار المحتملة لأفعالهم على المجتمع. كما ينبغي عليهم احترام حقوق الملكية الفكرية والامتثال للقوانين واللوائح ذات الصلة.

في الختام، لا شك في أن تطوير مهارات مختصي تقنية المعلومات يمثل تحدياً كبيراً، لكنه أمر حيوي لضمان استمرارية نجاح المؤسسات في عصر التقنية الرقمية. من خلال اعتماد السلوكيات المذكورة آنفاً، يمكن لهؤلاء المختصين صقل قدراتهم وتعزيز مكانتهم كقوة عاملة فعالة ومحركاً أساسياً للابتكار والتميز في هذا المجال الحيوي. كما لا ينبغي إغفال دور المؤسسات التعليمية في إعداد الجيل القادم من مختصي تقنية المعلومات. فالتعليم هو البذرة الأولى لتنمية المهارات، ويجب أن يركز على تعريض الطلاب لمجموعة متنوعة من تقنيات الحوسبة، بما في ذلك لغات البرمجة والأدوات الإبداعية. كما يجب منحهم الفرصة للتجريب العملي وتطبيق ما تعلموه في مشاريع حقيقية، حتى يكتسبوا الخبرة اللازمة للنجاح في سوق العمل المستقبلي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *