أصبحت مشكلة التشويش بسبب معيدات الإرسال (Repeaters) في قطاع الاتصالات تتعاظم يوما بعد يوم، وخصوصا تلك التي تؤثر على خدمات الهاتف المحمول على وجه الخصوص، ومع ما يسببه التشويش من ترد في نوعية الخدمة ودرجة نقاوة الصوت وانقطاع المكالمات أصبحت المشكلة محط أنظار شركات الاتصالات والقطاع بشكل عام.
ما هو التشويش ؟
التشويش في عالم الاتصالات هو أي شيء يؤدّي إلى تغيير أو تعديل أو تعطيل إشارة (Signal ) ما، عند انتقالها بين المرسل والمستقبل، وهو مصطلح يشير عادةً إلى إضافة إشارات غير مرغوب فيها إلى إشارة معيّنة.
ومن المتعارف عليه عند المتخصصين في مجال الاتصالات أنه لا يكفي أن تكون الإشارة المستقبلة قوية، بل يجب أن يكون مستوى الإشارة المستقبلة أعلى باستمرار من مستوى الضجيج (Noise) المستقبل، والضجيج هو كل إشارة غير مرغوب فيها، مما يعني أنه هو كل شيء ما عدا الإشارة المطلوبة. ولهذا يجب تحقيق شرطين أساسيين في أنظمة الاتصالات:
- لكل جهاز إلكتروني (الهاتف مثلا) حساسية معينة ولذلك يجب أن يستقبل جهاز الاستقبال إشارة تزيد عن قيمة حساسيته.
- أن يكون مستوى الضجيج عند مدخل جهاز الاستقبال أصغر من مستوى الإشارة التي نريد استقبالها.
إن مصادر الضجيج والتشويش كثيرة منها ما يصدر عن الطبيعة ومنها التشويش الصادر عن الشبكات الأخرى أو حتى من الشبكة نفسها، ومن مصادر الضجيج والتشويش ما يكون من صنع الإنسان نتيجة استعماله بعض الأجهزة التي تبث إشارات لا تتواءم مع الشبكات الموجودة في نطاقها. كذلك، فإن التشويش هو أي إرسال غير مرخص من ترددات غير مرخصة على ترددات مرخصة. ويعتبر من أكثر المشوشات انتشارا هي تلك التي تسمى بــ(معيدات الإرسال الخلوية).
ما هي معيدات الإرسال الخلوية ؟
معيدات الإرسال الخلوية (Repeaters) هي أجهزة تستعمل لتحسين التغطية في أماكن تكون التغطية فيها ضعيفة نسبياً، والتي لا يجب أن تستورد إلا لمصلحة المشغلين(شركات الاتصالات)، ولا يمكن أن يتم تركيبها إلا بإشرافهم المباشر، مع الإشارة إلى أن هذه الأماكن في معظمها داخلية، كالأدور السفلية لبعض المباني التي يتم استخدامها كمؤسسات تجارية أو مراكز تجارية عامة.
ولكن ما يحدث الآن هو التركيب العشوائي لمثل هذه الأجهزة بغرض تحسين التغطية في بعض الأماكن فتلجأ المؤسسات والمواطنون إلى تركيب هذه المعيدات أملاً بتحسين خدمة الهاتف الخلوي، مما يسبب تداخلاً على الشبكة في أماكن أخرى وعلى مشتركين آخرين، الذين يلجؤون بدورهم لنفس الوسيلة لحل مشكلتهم مما يعود ويسبب المشكلة في مكان آخر. وهكذا حتى تفاقمت المشكلة.
اقرأ أيضا: إنترنت الأشياء، ماهي وكيف تعمل
وعند تفاقم المشكلة تبدأ نتائج التشويش الحاصل على شبكات الخلوي بالظهور، فيؤثر سلباً على جودة خدمات الهاتف الخلوي الممنوحة للمواطنين والمستهلكين عموماً، كما ينعكس رداءةً في نوعية الصوت، ما يؤدي في كثير من الأحيان إلى انقطاع الاتصال (drop calls)، بسبب ضعف إشارة الاستقبال.
هنا يأتي دور المؤسسة المعنية بتنظيم الاتصالات لمواجهة هذه المشكلة ومعالجتها، ويبدأ هذا الدور من خلال العمل على تحديد مصادر التشويش وإيقافها ومعالجة أسبابها واتخاذ كافة التدابير الوقائية (preventive actions) لمنع تكرار ظاهرة التشويش في المستقبل.
هذا الحل يبدأ بإعلام مالكي ومستخدمي هذه الأجهزة بضررها وضورة إزالتها، وفي حال عدم استجابتهم، تتم مصادرة هذه الأجهزة (Repeaters) من قبل الأجهزة الرقابية والضبطية وبشكل قانوني، واتخاذ التدابير التي تحول دون إدخال الأجهزة غير الشرعية إلى داخل البلاد والذي يجب أن يتم من خلال مراجعة الإجراءات المعتمدة للاستيراد، ومعالجة أي ثغرات ينفذ من خلالها المخالفون. ولتأمين المعالجة الجدية لهذا الملف، لا بد من إجراء تحقيق ومتابعة من الجهات الرسمية بخصوص كيفية استيراد الأجهزة الإلكترونية بمختلف أنواعها، وآليات بيعها في المتاجر.
لا توجد تعليقات