لا يحتاج الذكاء الاصطناعي(Artificial Intelligence) اليوم إلى مقدمات، فهو لم يعد مجرد كلمة طنانة يتداولها بعض الأكاديميين، بل لقد أصبح حقيقة تشكل جزءًا من حياتنا اليومية، وبدأت تطبيقاته تحدث ثورة في مختلف قطاعات الأعمال بشكل غير مسبوق. في هذه المقالة سنتعرف على الفئات المختلفة للذكاء الاصطناعي.
ما هو الذكاء الاصطناعي؟
هو عملية بناء أنظمة ذكية من كميات هائلة من البيانات. تتعلم هذه الأنظمة من الخبرات والتجارب السابقة التي تحويها البيانات، وتؤدي مهاما شبيهة بالإنسان لتعزز سرعة ودقة وفعالية الجهود البشرية، ويستخدم الذكاء الاصطناعي خوارزميات وأساليب معقدة لبناء هذه الأنظمة والتي من أشهرها اليوم التعلم الآلي(Machine Learning) والتعلم العميق(Deep Learning).
يتم الآن استخدام الذكاء الاصطناعي في كل قطاعات الأعمال تقريبًا، مثل:
- المواصلات(Transportation).
- الرعاية الصحية(Healthcare).
- الخدمات المصرفية(Banking).
- الترفيه(Entertainment).
- التجارة الإلكترونية(E-Commerce).
الآن بعد أن عرفنا ما هو الذكاء الاصطناعي، دعنا نلقي نظرة على ما هي الأنواع المختلفة لهذا الذكاء.
أنواع الذكاء الاصطناعي:
يمكن تقسيم هذا المجال على عدة اعتبارات، ما سيتم اعتماده في هذه المقالة هو تقسيمه على أساس القدرات(Based on Capabilities)، أو على أساس الوظائف(Based on Functionalities).
على أساس القدرات، هناك ثلاثة مستويات من الذكاء:
- الذكاء الاصطناعي الضيق(Narrow AI/NAI)
- الذكاء الاصطناعي العام(General AI/GAI)
- الذكاء الاصطناعي الفائق( (Super AI/SAI
بينما على أساس الوظائف، يمكن تمييز أربعة أنواع من التقنيات الذكية:
- الآلات التفاعلية(Reactive Machines).
- الذاكرة المحدودة(Limited Memory).
- نظرية العقل(Theory of Mind).
- الوعي الذاتي(Self-awareness).
الذكاء الاصطناعي على أساس القدرات:
الذكاء الاصطناعي الضيق(Narrow AI/NAI): يركز الذكاء الاصطناعي الضيق، المعروف أيضًا باسم الذكاء الضعيف، على مهمة واحدة ضيقة ولا يمكنه أداء ما يتجاوز حدودها. إنه يستهدف مجموعة فرعية واحدة من القدرات المعرفية، لقد أصبحت تطبيقات الذكاء الاصطناعي الضيقة شائعة بشكل متزايد في حياتنا اليومية مع استمرار تطور التعلم الآلي وأساليب التعلم العميق، ومن أمثلته الشائعة:
- المساعد الشخصي(Apple Siri) الذي يعمل مع نطاق محدود من الوظائف المحددة مسبقًا، وغالبًا ما يواجه مشكلات في المهام التي تقع خارج نطاق قدراته.
- الكمبيوتر العملاق(IBM Watson) يعتبر مثالاً آخر على الذكاء الاصطناعي الضيق، إنه يطبق الحوسبة المعرفية(cognitive computing) والتعلم الآلي ومعالجة اللغة الطبيعية لمعالجة المعلومات والإجابة على الاستفسارات.
- تشمل الأمثلة الأخرى لهذا النوع من الذكاء الضيق ترجمة جوجل(Google Translator)، وبرامج التعرف على الصور، وأنظمة التوصية، وتصفية البريد العشوائي، وخوارزمية تصنيف الصفحات من جوجل.
الذكاء الاصطناعي العام(General AI/GAI): الذكاء الاصطناعي العام، المعروف أيضًا باسم الذكاء القوي، يمكنه فهم وتعلم أي مهمة فكرية يستطيع الإنسان القيام بها. فهو يسمح للآلة بتطبيق المعرفة والمهارات في سياقات مختلفة. لم يتمكن باحثو الذكاء الاصطناعي من تحقيق ذكاء اصطناعي قوي حتى الآن، لأن ذلك يتطلب منهم إيجاد طريقة لجعل الآلات واعية، وبرمجة مجموعة كاملة من القدرات المعرفية، وقد قامت الكثير من الشركات باستثمار مبالغ طائلة للوصول إلى هذا النوع من الذكاء الاصطناعي، ومن أمثلة هذه الجهود ما يلي:
- قامت شركة(Fujitsu) ببناء جهاز الكمبيوتر(K)، وهو أحد أسرع أجهزة الكمبيوتر العملاقة في العالم، إنها إحدى المحاولات المهمة لتحقيق ذكاء اصطناعي قوي. في أحد التجارب على هذا الجهاز، استغرق الأمر ما يقرب من 40 دقيقة لمحاكاة ثانية واحدة من النشاط العصبي، لذلك فمن الصعب تحديد ما إذا كان سيتم تحقيق ذكاء اصطناعي قوي قريبًا.
- (Tianhe-2) هو كمبيوتر عملاق تم تطويره من قبل الجامعة الوطنية الصينية لتكنولوجيا الدفاع، وهو يحمل الرقم القياسي لعدد العمليات في الثانية (Calculations Per Second/CPS)، حيث قدر عدد الحسابات التي يمكن اجراؤها ب 33.86 بيتافلوب (بيتافلوب = كوادريليون1,000,000,000,000,000 = من العمليات في الثانية). على الرغم من أن هذا يبدو مثيرًا، إلا أن الدماغ البشري قادر معالجة إكسافلوب واحد(1000 بيتافلوب)، من الحسابات في الثانية.
الذكاء الاصطناعي الفائق(Super AI/SAI):من المفترض أن يتفوق هذا النوع على الذكاء البشري ويمكنه أداء أي مهمة بشكل أفضل من الإنسان، بما في ذلك امتلاكه العواطف والاحتياجات والمعتقدات والرغبات الخاصة به. كل هذه الافتراضات لا زالت توقعات ولا يوجد منها شيء على أرض الواقع، تشمل بعض الخصائص المهمة للذكاء الاصطناعي الفائق التفكير وحل الألغاز وإصدار الأحكام واتخاذ القرارات من تلقاء نفسه.
اقرأ أيضا: ثورة الذكاء الاصطناعي
الذكاء الاصطناعي على أساس الوظائف:
لوصف الأنواع المختلفة للأنظمة الذكية، يمكن تصنيفها بناء على وظائفها كالتالي:
الآلات التفاعلية(Reactive Machines): الآلة التفاعلية هي الشكل الأساسي للذكاء الاصطناعي الذي لا يخزن الذكريات أو يستخدم التجارب السابقة لتحديد الإجراءات المستقبلية، فهو يعمل فقط مع البيانات الحالية، حيث تتميز هذه الآلات بنوع من إدراك العالم والتفاعل معه لإنجاز مهام محددة ولحظية، وليس لها القدرة على تجاوز تلك المهام.
من الأمثلة الشهيرة للآلات التفاعلية ديب بلو(Deep Blue)، وهي آلة تفاعلية من إنتاج شركة(IBM)، وقد استطاعت هذه الآلة هزيمة أستاذ الشطرنج الشهير غاري كاسباروف، وهي آلة تفاعلية ترى قطع رقعة الشطرنج وتتفاعل معها، ولا يمكن لها الرجوع إلى أي من تجاربها السابقة أو تحسينها بالممارسة، فهي تتعرف على القطع الموجودة على رقعة الشطرنج وتعرف كيف تتحرك كل منها. تستطيع(Deep Blue) إجراء تنبؤات حول التحركات التي قد تكون التالية لها ولخصمها، ولكنها تتجاهل كل شيء قبل اللحظة الحالية وتنظر إلى قطع رقعة الشطرنج كما هي الآن وتختار من بين التحركات التالية المحتملة.
الذاكرة المحدودة(Limited Memory): تقنيات الذاكرة المحدودة هو ذكاء تم تدريبه على بيانات سابقة ليستطيع اتخاذ القرارات، هذه الذاكرة في العادة قصيرة العمر، فالبيانات السابقة عادة تكون لفترة زمنية محددة، ويستخدم هذا النوع في كثير من التطبيقات كالمركبات ذاتية القيادة مثلا على النحو التالي:
- تلاحظ تقنيات الذاكرة المحدودة كيف تتحرك المركبات الأخرى من حولها، في الوقت الحالي، ومع مرور الوقت.
- تتم إضافة هذه البيانات المستمرة التي تم جمعها إلى البيانات الثابتة لجهاز الذكاء الاصطناعي، مثل علامات الطرق وإشارات المرور.
- يتم استخدام هذه المعلومات لتستطيع السيارة أن تقرر وقت تغيير مسارها، أو تجنب سائق آخر، أو الاصطدام بمركبة قريبة.
تعمل كثير من الشركات كشركة (Mitsubishi Electric) على اكتشاف كيفية تحسين هذه التقنية لاستخدامها في سياراتها ذاتية القيادة.
نظرية العقل(Theory of Mind): تمثل نظرية العقل فئة متقدمة من تقنيات الذكاء الاصطناعي، وهي توجد كمجموعة من المفاهيم والتصورات التي تستفيد من دراسة العقل البشري وتوظيف هذه المعارف والاكتشافات. يتطلب هذا النوع من الذكاء الاصطناعي فهما شاملا للمشاعر والسلوكيات والأفكار، وعلى الرغم من وجود العديد من التقدمات في هذا المجال ، إلا أن هذا النوع من الذكاء الاصطناعي لم يكتمل بالكامل بعد، ومن أمثلة الاستفادة من نظرية العقل:
- الروبوت(Kismet) وهو رأس روبوت صنع في أواخر التسعينيات من قبل باحثي معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا(MIT)، حيث يمكنه تقليد المشاعر الإنسانية والتعرف عليها. كلتا القدرتين هما تقدمان كبيران في نظرية العقل، ومع ذلك فهم لا يستطيع متابعة النظرات أو نقل الانتباه إلى البشر.
- الربوت(Sophia) من إنتاج (Hanson Robotics) هي مثال آخر تمت فيه الاستفادة من نظرية العقل للذكاء الاصطناعي، حيث يمكن للكاميرات الموجودة في عيون صوفيا، بالإضافة إلى الخوارزميات الحاسوبية، السماح لها بالرؤية، كما يمكنها الحفاظ على التواصل البصري والتعرف على الأفراد ومتابعة الوجوه.
الوعي الذاتي(Self-awareness): الوعي الذاتي للذكاء الاصطناعي هو فرع موجود افتراضيا فقط، حيث يتوقع لمثل هذه الأنظمة أن تفهم سماتها الداخلية وحالاتها وظروفها وتدرك المشاعر الإنسانية، ستكون هذه الآلات أذكى من العقل البشري لو تمت صناعتها،ولن يكون هذا النوع من الذكاء الاصطناعي قادرا على فهم وإثارة المشاعر في أولئك الذين يتفاعل معهم فحسب، بل سيكون لديه أيضا عواطف واحتياجات ومعتقدات خاصة به.
مصدر المقالة:
Types of Artificial Intelligence That You Should Know in 2024
لا توجد تعليقات