أهلا وسهلا بكم، سيكون هذا المقال استكمالا لما بدأناه في المقال السابق حول أدوات إدارة الجودة(1)، لنستعرض بقية أدوات إدارة الجودة(QMT)، حيث إن فهم هذه الأدوات وكيفية استخدمها يعد مهارة ضرورية جدا لكل المؤسسات التي تهدف إلى تحسين منتجاتها وخدماتها، وبالتالي اكتساب المزيد من الزبائن والعملاء، وتوسيع حصتها السوقية.
أشهر أدوات إدارة الجودة:
نستمر في سرد أهم أدوات إدارة الجودة التي يمكن استخدامها في أغلب المؤسسات والمشاريع:
7. المخطط الانسيابي(Flowchart):
تم إنشاء المخطط الانسيابي من قبل المهندسين الصناعيين فرانك وليليان جيلبريث في عام 1921، وهو تمثيل رسومي يفصل خطوات العملية بشكل منهجي. تعد المخططات الانسيابية إحدى الأدوات الأساسية للتحقق من الجودة وتوثيق تدفق العمليات، مما يجعل منها أداة مثالية للعثور على الاختناقات والخطوات غير الضرورية داخل النظام أو العملية.
بالإضافة إلى ذلك ، يمكن أن يستخدم المخطط الانسيابي في تحديد الأنشطة بشكل فعال، مثل متى ومن قام بالمهام في العملية. تحدد المخططات الانسيابية أيضا آلية تدفق العملية من مهمة أو قسم إلى آخر، إلى جانب رصد الخطوات التي تمت إزالتها من العملية أو النظام. تستخدم هذه المخططات على نطاق واسع في العديد من المجالات، بما في ذلك المشاريع البرمجية والتصنيع والإدارة وعمليات الخدمة والرعاية الصحية والبحث والتطوير والمشاريع الأكاديمية.
8. مخطط باريتو (Pareto Chart):
تم تقديم مخطط باريتو أو مخطط توزيع باريتو من قبل الاقتصادي وعالم الاجتماع الإيطالي فيلفريدو باريتو في أواخر القرن التاسع عشر. يتكون المخطط من أشرطة ورسم بياني خطي يتم فيه تحديد المشكلات الأكثر شيوعا، إلى جانب العيوب التي تحدث بشكل متكرر. يصور الشريط القيم الفردية بترتيب تنازلي. وبالإضافة إلى ذلك، يصور الخط التراكم الإجمالي. في مخطط باريتو، يتم رسم القيم عموديا من خلال الرسم البياني، ويمكن للمستخدمين العثور على المشكلات وتحديد أولوياتها ووصف تكرارها في النظام.
في إدارة الجودة، يعمل مخطط باريتو كقاعدة80-20، تتنبأ القاعدة بأن 80٪ من عيوب النظام أو العملية تحدث بسبب 20٪ من العوامل الرئيسية، والتي تسمى في كثير من الأحيان بالعرض الحيوي(Vital View)، من ناحية أخرى تحدث 20٪ من العيوب أو المشاكل بسبب 80 ٪ من العوامل الثانوية.
9. إدارة الجودة الشاملة(TQM):
تم تقديم مفهوم إدارة الجودة الشاملة(Total Quality Management)، لأول مرة بواسطة دبليو إدواردز ديمينغ، وهو نظام متكامل وشامل يخطط وينظم جميع أعمال العمل لإنتاج عملية أو منتج بالطريقة التي يتوقعها الزبون أو العميل. إدارة الجودة الشاملة هي مجموعة من فلسفات سلوكيات العمل مثل: إشراك الموظفين والارتقاء المستمر بالمستوى، والتقنيات ذات الصلة لتعزيز الجودة مثل: تحديد الأهداف الواضحة وتقييم الأداء.
يمكن القول إن إدارة الجودة الشاملة هي نظام إداري متكامل داخل المؤسسة أو المنظمة يتعاون من خلاله المديرون والموظفون. حيث يتم تطبيق استراتيجية واضحة تركز على نشر ثقافة الجودة داخل أفراد المؤسسة، من خلال الدقة في ممارسة الأعمال والتخطيط المسبق لتجنب الوقوع في المشكلات، وهو ما يقود المؤسسة نحو الريادة. وقد أشارت منظمة الجودة البريطانية إلى أن تعريف الجودة الشاملة هي الفلسفة الإدارية للمؤسسة التي تساعد في تحقيق كل احتياجات العملاء وأهداف المؤسسة.
10. وضع الفشل وتحليل الآثار(FMEA):
في نهاية أربعينيات القرن العشرين، طور الجيش الأمريكي نموذج وضع الفشل وتحليل الآثار (Failure Mode ، and Effects Analysis) حيث يشير هذا المصطلح إلى النهج التدريجي لتقدير والعثور على جميع حالات الفشل المحتملة في أي عملية أو وظيفة أو نظام أو منتج أو خدمة. يتم تصنيف نموذج وضع الفشل وتحليل الآثار إلى شكلين: المتعلق بالتصميم (DFMEA) والمتعلق بالعمليات (PFMEA). حيث يساعد نموذج وضع الفشل وتحليل الآثار المتعلق بالتصميم في تحديد الأعطال وأسباب تقليل عمر المنتج والسلامة والمخاوف التنظيمية. في المقابل، يكشف نموذج وضع الفشل وتحليل الآثار المتعلق بالعمليات عن حالات الفشل التي تؤثر على جودة المنتجات، وانخفاض موثوقية العمليات، والمخاطر البيئية، وعدم رضا العملاء.
11. كايزن(Kaizen):
تم تقديم كايزن بواسطة ماساكي إيماي في عام 1986 في اليابان. في اللغة اليابانية يشير Kai إلى “التغيير”، ويشير Zen إلى “الجيد”، والذي يمكن أن يترجم بالتغيير المستمر للأفضل، ويتم تعريف هذا النهج لإدارة الجودة على أنه جهد مستمر يبذله كل عضو في المنظمة، من الرئيس التنفيذي إلى الموظفين الميدانيين، نحو تحسين جميع أنظمة وعمليات المنظمة لتحقيق نتائج سريعة. عادة ما تكون العناصر المهمة في كايزن هي: العمل الجماعي، والانضباط الشخصي، وتحسين الروح المعنوية، ودوائر الجودة، واقتراحات التحسين.
12. تحليل الفجوة(Gap Analysis):
لقد ابتكر مايكل سكوت عملية تحليل الفجوة في ثمانينيات القرن العشرين، ويعد تحليل الفجوة أحد أكثر عمليات إدارة الجودة فائدة والتي تساعد المؤسسات في فهم عملية تحقيق أهداف العمل. وفي هذا النموذج يتم مقارنة الحالة الحالية مع الحالة القياسية أو المثالية التي نريد الوصول إليها، وبذلك يمكن تحديد العيوب والنواقص، وبالتالي مجالات التحسين في النظم والعمليات بمختلف أنواعها. تتضمن عملية تحليل الفجوة تقييم الوضع الحالي، وتحديد الوضع المستقبلي المثالي، وتقييم الفجوة، وتحديد الحلول، إلى جانب إنشاء ودمج خطط تنفيذية تساهم في تجسير الفجوة وتحسين النظام بشكل فعال.
لا توجد تعليقات